نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالًا للكاتبين محمد الشماع وسوزان هيدموس، أشارت فيه إلى أنّ حرباً أوسع نطاقاً بين لبنان وإسرائيل ستكون كارثية، فهذا البلد يواجه أزمة اقتصادية، وقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 50% منذ عام 2019، ويعاني 80% من السكان من الفقر.
وعلى الرغم من أنّ الكوارث ليست غريبة عن لبنان الذي عايش حربًا أهلية استمرت 15 عامًا وحربًا مع إسرائيل في عام 2006، إلا أنّ ” اللبنانيين منهكون”، بحسب سيمون نعيمة، أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت الذي قال: “الوضع مختلف تماما اليوم. في عام 2006، خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، كان لدينا اقتصاد يعمل بكامل طاقته، وكان لدينا نظام مصرفي فعال يوفر الائتمان للقطاع الخاص ويساهم في النمو، وكانت لدينا حكومة، وكان لدينا رئيس”. وأضاف: “في عام 2006، تلقى لبنان دعمًا من الدول العربية، وخاصة دول الخليج الغنية بالنفط، لإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب. لكن هذا ليس هو الحال اليوم، حيث توترت العلاقات مع ممالك الخليج بسبب الوجود الإقليمي المتزايد لحزب الله”.
ولكن إذا اندلعت حرب شاملة “سيصبح من الصعب للغاية على المغتربين اللبنانيين مواصلة إرسال التحويلات المالية من الخارج”.
وقدرت دراسة للأمم المتحدة عام 2023 أن تحويلات المغتربين، التي يبلغ متوسطها 6.5 مليار دولار سنويا، تمثل أكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي.
ووفقاً لمركز أبحاث السياسات المحلي، فإن مؤشرات الاستثمار الأجنبي تتجه نحو الانخفاض منذ بدء الحرب في تشرين الأول، مما يعكس انعدام ثقة المستثمرين في البلاد. كما ألحقت الحرب الضرر بقطاع السياحة والزراعة في البلاد.
وقال نعيمة إنه حتى لو لم تندلع الحرب، فإن الانهيار الاقتصادي والمالي لا يزال ممكنًا. لم يتم تطبيق أي إصلاحات منذ اندلاع الأزمة المالية في عام 2019. ولم يتم فعل أي شيء للتعامل مع الأزمة. فناهيك عما يحدث في الجنوب، فالاقتصاد لا يزال على طريق الاصطدام بالانهيار”.
